الأربعاء، نوفمبر ٠٢، ٢٠٠٥

المصريين في البركان بخير


إستفزني الي حد غليان الدماء في عروقي خبر قرأته في الجريدة منذ بضعة ايام. الخبر كان على لسان أحد المسئولين في وزارة الصحة وكان يتحدث بثقة قائلاً: أن الوزارة لديها مخزون مطمئن من المصل المضاد لفيروس أنفلونزا الطيور. وأن مصر سوف تكون الصخرة التي سوف يتحطم عليها الفيروس اللعين إذا تجرأ ودخل مصر المحروسة وأن مصر سوف توقف إنتشارة وسوف تقهره كما قهرت جيوش التتار وأنقذت العالم من وبالهم منذ عدة قرون.
بينما هرع المسئولون في الدول العظمى إلى محاولة الحصول على موافقة تصنيع المصل الوحيد المعروف حتى الآن من الشركة صاحبة براءة الإختراع. وهرع البعض الآخر الي شراؤه بكميات كبيرة وتخزينة تحسباً لتحول هذا الفيروس إلى وباء قد يفتك بالألاف.
وها هو رئيس الولايات المتحده يستجدي الكونجرس للموافقة على تمويل طارئ قدره سبعة مليارات دولار لمواجهة المرض. بينما لا يشعر مسئولونا بالخجل ولا يكفون عن إطلاق التصريحات الوردية المطمئنة للجميع ولا يبدأون في التفاعل مع الموقف وأخذه مأخذ الجد.
لا أعرف لماذا يظهر المسئولون بعد كل حادث لكي يطمئنوا الناس ويأكدوا لهم أن الأمور تحت السيطرة، حتى لو كانت الأمور أبعد ما تكون عن سيطرتهم؟؟ وحتى لو كان هذا الحادث لا يمكن مجابهته بأية طريقة ممكنه.
دائماً ما أفكر بأنه لو إنفجر بركان لا قدر الله فسوف يأتي أحد المسئولون ويقول
"المصريون في البركان بخير"
وكأنه سيحاسب عن تقصيره في منع إنفجار البركان.
ندعو الله أن ينجينا من شر هذا الوباء برحمته.